8/31/2009

كنز ثمين


بسم الله الرحمن الرحيم

ما شعورك إذا ما إمتلكت كنز فجأه ؟ هل تطير فرحاً ؟ هل تحس بالسعاده الغامرة ؟ هل تحس بالرضا ؟ هل تشعر بالخوف من أن تفقد ذاك الكنز ؟ هل تحمد ربك الذى وهبك هذا الكنز ؟
تختلف قيمة كل كنز من شخص الى آخر .فهناك البعض يبحث دوماً عن الكنز المادى وهناك من يبحث عن الكنز المعنوى .
من الجميل أن يكون لديك كنز ولكن من الأجمل لو أن تحافظ على هذا الكنز وألا تفقده .
الحمد لله رب العالمين

8/09/2009

زواج الغربه


بسم الله الرحمن الرحيم

تنظر الأم في سعاده بالغه الى ابنتها سهى وتقول :ها يا سهى ما رأيك النهائي ولو أنى أعرفه ؟
تحمر وجنتى سهى بشده وتقول على إستحياء :نعم يا أمى أنا موافقه .
يشاركهما الأب الحديث قائلاً :ولكن يا سهى الزواج سيكون في خلال أسبوع وأنت لم تعرفينه بعد .
سهى :لقد جلست معه يا أبي وتعرفت عليه وعرفت أسلوبه وأتاكدت من كونه مهذب .
وكريم مثل ما حضرتك رأيت شاب مثالى وأخلاقه عاليه وكان هذا واضحاً .
تتدخل الأم في الحوار معلقه :بالإضافه يا حاج هناك بنات كثيرة تزوجن بمثل هذا الأسلوب مثل وفاء ابنة خالة سهى في أقل من أسبوع تزوجت وماشاء الله في منتهى السعاده مع زوجها ربنا يحفظهما .
الوالد :ليس شرطاً أن كل الزيجات مثل بعضها وليس شرطاً أن يكون حظ كل البنات مثل بعضهن البعض فكل فتاه لها نصيبها وقدرها والله أعلم .
تنظر إليه سهى برفق قائله :اذا أردت أن أرفضه يا أبي سأرفضه .
الوالد :لا يا بنيتى توكلى على الله تلك الفرصه جيده ان شاء الله والله معك ان شاء الله .
الأم :ونعم بالله ربنا دائماً يقف مع عباده الصالحين وانت يا سهى طيبه وصالحه .
تستعد الأسره ليوم عُرس سهى وينشغل الجميع إستعداداً للفرح فكل واحد يبذل أقصي جهده كى يسعد سهى في يومها .
ولكن كان هناك شخص واحد جالس مهموم حزين مفكر يحاول أن يظهر سعادته وأن يشارك في هذا الحفل الكبير ولكن حزنه رغم ذلك كان بادياً عليه مما جعل أم سهى تتسائل في قلق : ما بك يا حاج أراك حزيناً رغم فرحتنا بكون سهى ستتزوج وستسعد باذن الله في بيتها .
الوالد :نعم يا أم سهى لا أنكر أنى حزين وقلق فهذه هى المرة الأولى والتى ستفارقنا فيها سهى وستسافر بعيداً عنا ولن نعلم عنها شيء .
الأم :بالله عليك تفائل خيراً وإفرح لفرح إبنتك فكريم إبن حلال من أصل طيب سألنا عنه كثيراً وكان الرد طيب وكان الكل يشكر فيه وفي أخلاقه .
الوالد :أعلم هذا جيداً ولكن ليس في كل مرة تكون الزيجه ناجحه .
تتنهد الأم قائله : أتركها على الله يا حاج وان شاء الله يكون نصيبها خير فمن الممكن أن تتزوج وتبقي هنا بجوارنا ورغم ذلك تفشل زيجتها والعياذ بالله .
الوالد :ربنا يصلح الحال ان شاء الله سهى طيبه وبنت حلال وتستحق كل خير .
حضر كريم إلى المنزل لعقد القرآن ولكن قبل العقد إنفرد به أبو سهى جانباًوقال له :لقد تقدمت ياكريم الى زينة البنات أريد منك أن تحافظ عليها فهى أمانه لديك .
كريم : حاضر يا عمى بدون أن تذكر كل ماقلت فسهى في عيونى وأنا مقدر قلق حضرتك عليها ولكن بمرور الأيام ستعرف وتتأكد أنك إخترت الشخص المناسب لتلك الأمانه .
إحتضن أبو سهى كريم وقد إغرورقت عيناه وهو يقول :بارك الله فيك يا ولدى .
وبعد أن كُتب الكتاب وعلت الزغاريد معلنه زواج سهى وكريم توجه كلا العروسين للمطار مع دعوات الأهل بأن يعيشا حياة سعيده هنيئه وبالرفاء والبنين .
هبطت الطائره على أرض مطار السعوديه وأخرج كريم عباءه سوداء أنيقه من حقيبه صغيره وطلب من سهى أن ترتديها وقال لها باسماً :ارتدى تلك العباءه فأنا أود أن أرى جمال زوجتى فيها .
نظرت إليه سهى كما لو أنها تتسائل
فهمها كريم وقال :هنا ترتدى النساء عباءات فضفاضه للحفاظ على حشمتهن ووقارهن .
إبتسمت سهى وارتدت العباءه وهى سعيده فها هى البشائر تهل عليها فزوجها كريم يريد لها الحشمه والوقار وما أجمل هذا .
وحينما وصلا كريم وسهى إلى العقار لم تحمل سهى الا حقيبه صغيره بعد أن رفض كريم أن تحمل أى حقيبة ثقيلة مما أدخل السرور في قلب سهى فمثل تلك التصرفات توحى بالخير إن شاء الله .
وما أن دخلا المنزل أعجبت سهى بجمال ورقة المكان فلم تكن تتوقع أن يكون بمثل هذا الجمال والرقه .
بادرها كريم قائلاً :نعم قبل أن أسافر أحضرت عامل لتنظيف المكان وأن يكون على إستعداد لإستقبال العروس .
إبتسمت سهى وقد إحمرت وجنتيها وخفضت عينيها .
ضحك كريم وطلب منها أن تقوم بتغيير ملابسها كى يلحقا أن يصليا ليبدأ حياتهما بدايه صحيحه .
نظرت سهى إلى كريم طويلاً وظلت تحمد ربها في سرها أن أكرمها بمثل ذاك الزوج الذى يأتى بتصرفات توحى بنبل أخلاقه وروعته .
وبعد أن إنتهيا من الصلاة توجه كريم إلى المطبخ لإعداد بعض الطعام مما جعل سهى تضحك قائله :ليس من المعقول أن تعد الطعام .
كريم :ولما لا ألست زوجك وحقك على أن أساعدك .
إبتسمت سهى وفي عينيها كل معانى الحب والإمتنان لزوجها الغالى الذى يقدرها ويشملها بحبه وعطفه .
وطلبت منه أن تتصل بأبويها كى تطمئنهما عليها وإتصلت لتجد اللهفه عليها وعلى أخبارها ولكنها ترد عليهم قائله بأنها أسعد زوجه من الممكن أن تتواجد في العالم فلقد وهبها الرحمن زوج كامل الأوصاف فيه كل ما تتمناه أى فتاه ولا داعى هناك لقلقهما عليها فهى في أمان مع كريم والذى صدق أسمه فهو بالفعل كريم في كل شيء في عواطفه ومشاعره .
أحست سهى أنها ملكت العالم بأسره حتى أنها خشيت على نفسها من تلك الفرحه العارمه حمدت ربها كثيراً وتمنت من الله أن تحظى كل فتاه بزوج مثل كريم .
تمت بحمد الله