السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تدور أحداث القصه في قسم ما لإحدى الهيئات والذى يحتوى على أكثر من عشرين موظفه بجانب موظف قد قُدم للعمل حديثاً أى أن القسم يحوى عشرين إمرأه ورجل . ياللكارثه . هل تتخيلون أن يتواجد رجل واحد مع عشرين إمرأه أغلبهن مقاربات لسنه . إن شخصياتهن تتباين وتختلف من واحده إلى أخرى ولكن من بينهن كانت توجد هدى تلك الفتاه التى تختلف عنهن من حيث الهدوء والشخصيه التى تتسم بروح الموده والذوق في التعامل وإن كان أيضاً تعامل الباقي فيه نوع من الإحترام واللباقه ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان .لقد إختلف محسن وهذا هو زميلهن الجديد مع إحداهن فتكاتف البعض منهن ضده وفي أثناء ذلك حدث نوع من التقارب الفكرى بين هدى ومحسن حيث بدآ يتجاذبا أطراف الحديث ويتناقشا في بعض الأمور الدينيه والدنيويه . كأى زميلين يجمعهما العمل فقد كان تفكيرهما أرقي من إثارة الظنون حولهما خاصة أن محسن يصغر هدى بشهور وقد كانت هدى تضع العمل نصب عينيها وكل ما كان يهمها أن تجد شخص ما كأخ يساعدها على حل مشاكلها إن وجدت وإستشارته في أمورها. وكانت هدى بحكم فراستها وتفهمها لشخصيات من حولها وقدرتها على دراستها كانت تتعامل مع الجميع كلٍ على حسب و بلطف ومودة ولم تكن تعادى أحد حتى لو كانوا فيما بينهن يعادون بعضهن البعض .ولم تكن هدى تضع في إعتبارها نقطة أن الخلاف القائم بين زميلاتها وزميلها محسن قد يؤثر عليها فيما بعد. ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن ففي يوم ما أقبلت هدى وهى منزعجه من إحدى مشاكل العمل فتحدثت كالمعتاد مع زميلها محسن تستشيره وتحاوره لعله يساعدها ويجد لها مخرجاً ولم تكن تعلم ما هو مُخبيء لها فإذا بإحدى الزميلات تطلب من محسن أن يحادثها قليلاً فيرجع محسن وهو منزعج ويبدو على وجهه علامات الضيق فتوجه تلك الزميله الكلام مرة أخرى إلى هدى بأنه إذا أرادا أن يتحدثا فليتحدثا بالداخل بُعداً عن الشبهات ونظرت إلى هدى وقالت أنتى لا تعرفين ماذا يقولون عنك بالداخل وإذا بهدى تنهار فكيف لتلك الزميله أن توجه لها مثل تلك الكلمات ولماذا ؟ هل فعلت ما يستوجب تلك النصيحه ؟ وما الكلام الذى يُقال عنها بالداخل ؟ فهى ترى أنها أكثر إحتراماً ووجدت نفسها تصرخ عالياً أنا على الأقل لا أشاهد أفلام ......... وقد كانت إحداهن تشير إلى أنها تشاهد تلك الأفلام. لم تكن هدى تود أن تذكر هذه الواقعه ولكنها إضطرت لذلك بعد أن ذكرت زميلتها هذه أنهن يذكرونها بالسوء فلقد ثارت هدى لكرامتها ولم تكن تتوقع أن يرشدها أحد للصواب بتلك الطريقه المهينه . خاصة أنها ناضجه بما يكفي لتفرق بين الصواب والخطأ . وأن من صدرت منها تلك النصيحه غير أهل لذلك .فهى نفسها ينقصها الكثير لتصل لمرحلة إعطاء النصيحه. ثار القسم بأكمله على هدى وأعتقدوا خطأ أنها وجهت الإهانه لهم جميعاً وحاولت هى أن توضح كيف أنها قصدت فقط من حاولت أن تنال منها وليس الجميع . وقد تعرضت هدى لأذى عظيم من بعضهن مما أثر في نفسيتها خاصة أنهن قد تكتلوا عليها وذلك ليكن بجانب زميلتهن التى إصطدمت بها هدى . ولكن ماذا عن محسن والذى كان بسببه حدثت المشاجرة والتعليقات السخيفه فلولا أنه ليس على وفاق مع بعضهن لما حدث ما حدث .إلتزم محسن الصمت وإبتعد عن الشوشرة والمشاكل وتجنب الجميع بما فيهن هدى ولم يُظهر أى معاونه لزميلته هدى ولم يحاول أن يتخذ موقف إيجابي في نفس الوقت الذى كانت تتعامل معه هدى كأخ لها .كل هذا وهو صامت متجنب الأغلبيه . وبعد مرور وقت طويل إجتمعت الزميلات وقررن مصالحة هدى وفتح صفحه جديده معها وقد تعجبن لما كن يتعاملن معها بمثل تلك الطريقه وهى لم تفعل معهن شيء أو تؤذيهن في شيء وقالت إحداهن لقد تكتلن على هدى حتى نقف إلى جوار زميلتنا ولم تفعل معنا هدى ما يستحق .وتحدث الجميع معها وفرحت هدى فهى لم تكن لأى أحد من قبل أى كراهيه أو ضيق . وبقيت هدى متحيره في تعاملها مع زميلها محسن هل تتجنبه نهائي؟ ولكن هذا معناه أنها قد تعطى لهم الفرصه ليفكرن تفكير سيء في أنهن كان ظنهن في محله .أم أنها تتعامل معه كزميل مثلما كانت تتعامل معه من قبل ولكن ماذا عن صدمتها في رد فعله وفي كونه لم يقف بجوارها . هل تلومه ؟ أم تلوم نفسها لأنها فكرت أنه ربما زميلها هذا سيتعامل معها كأخ حقيقي .حزنت هدى لأنه كان السبب فيما حدث لها بسبب مشاحناته مع الباقين وحزنت أكثر لأنهم أقحموها في مشاكلهم معه . وعلمت أن التعامل بالفطرة لا يُجدى . وعلمت أن على الإنسان أن يعلم أن الله لا يرد دعوة المظلوم . وعلمت أن اليوم لك وغداً عليك .ورغم مرور مدة طويله على تلك الواقعه إلا أن هدى تحس بآلام نفسيه رهيبه لما أحسته من ظلم بيِن وإفتراء وعدم مراعاة .وتتجدد آلامها كلما رأت إحداهن أو تعاملت مع إحداهن أو رأت زميلها نفسه وإن حاولت أن تُظهر عكس ما بداخلها من ضيق بإظهار أن ما حدث قد إنتهى وأنها تتعامل بصورة عاديه
أرجو أن تنال القصه إستحسانكم وأتمنى أن تشاركونى بآرائكم عن شخصيات القصه وماهى ردود أفعالكم حيال كل شخصيه ؟ وذلك عن طريق المدونه أو من خلال إيميلى الخاص وشكراً.
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين