10/10/2007

هل أنت ضعيف أم قوى ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد تصادفك مواقف في حياتك يعتقد من أمامك بسبب طيبتك أو أخلاقك العاليه أن عدم دخولك معه في مشاكل أو عدم إحتكاكك به هو ضعف منك أو أن ليس لديك القدرة على أن تواجهه أو كونه على إعتقاد أنه بسبب طيبتك لم تستطع أن تدرك آذاه وسوء تعامله معه ولكن على العكس تماماً فإنما هو لم يدرك أنك قد تغاضيت عن كل ما فعل معك وكل ما تسببه من ضيق و ألم لك وأنك بسماحة وطيبه قد تواصلت معه إبتغاء لمرضاة الله كى تصفى النفوس .فأنت لست في حاجة كى تظهر قوتك أو عنفك كى تُظهر لمن أمامك أنك قادر على مواجهته أو التغلب عليه . ففي ظنى أن هذا الشخص قد خُدع في كونك طيب ذو سماحه وعاش وكأنما لم يفعل شيء بما أنك لم تعنفه أو تجادله أو تعاتبه فيما فعل فأصبح يتعامل كما لو أنه هو المُساء إليه وليس أنت بما أن أسلوبك الطيب معه قد وضح له ذلك . وفي إعتقادى أنت هنا المخطىء فليس كل الناس من يقدر طيبتك وسماحتك وإنما يستغلونها أسوأ إستخدام فقد يتهكمون عليك أو أنهم يتمادون في خطأهم معك أو أن يأتى إليهم شعور أنهم لا شائبه عليهم ولم يخطئوا بأى شيء .نعم قد تكون في أسلوبك طيب أو كريم أو حكيم ولكنك أبداً لا تتنازل عن حقك بسبب طيبتك وإنما كل ما هنالك أنك تتسم بسمات قلما تتواجد في أى شخص .وحينئذ كل ما عليك أن تتجنبه أو أن تتعامل معه بحدود وحذر. فليس من الذكاء من ذلك الشخص أن يتعامل معك على إنك ضعيف أو أنك غير قادر على التعامل معه لذا لزم عليك أن تعرفه كيف له أن يتعامل إذا أراد التعامل معك طالما أنك تتعامل معه بأسلوب فيه شيء من التحضر والإحترام. لذلك فأنت تؤثر ألا تضيع وقتك معه لأنك أولى بذلك الوقت للإستفاده به .
لا أعلم لما يظن الناس أن الشخص الطيب ضعيف أو أنه غير قادر على التعامل معهم ألم يسمعوا بتلك المقوله (إتق شر الحليم إذا غضب ) فليس معنى أن الشخص الحليم هادىء أو أنه قد سكت عن حقه بإرادته أنه ضعيف . بلى فهو قوى بأفعاله الطيبه لا يود أن يأخذ حقه بنفسه ولكن له رب كريم يأخذ حقوق عباده . فهو المنتقم الجبار .
أود لو كل منا يراجع نفسه في أفعاله وأقواله ويتق الله ويتحرى الحلال . وأن لا يتباهى أحد بجبروته أو قوته وأن من يسىء لأحد لا يستهين به مطلقاً .فقد يأتى اليوم الذى يرى هذا الشخص كيفية التعامل الصحيح وكيف له أن يندم على كل ما إرتكبه في حق الشخص الآخر. فإن كان الشخص حليم من تلقاء نفسه أو لو كان حتى بالفعل ضعيف فله رب في السموات العلى يحميه ويحفظه يرد له حقه في الدنيا والآخرة
.
اللهم صلى وسلم وبارك على سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة وأزكى السلام

8 comments:

عبدالله حبيب said...

أبوثابت
قال الله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )سورة الأعراف الآية (199).
لابد أن يتعامل الإنسان منا مع الناس فالتعامل معهم فطرة وضرورة ولابد أن يعد نفسه .. كيف يتعامل مع الجاهلين منهم؟ هنا فى الآية بينت أن سبيل التعامل معهم الإعراض والحلم وعدم مقابلة السية بمثلها ... إلا أن ذلك ليس مع الجميع فقد قال الله سبحانه وتعالى فى آية أخرى مبينا أن من صفات المؤمنين (والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون)سورة الشورى الآية(39).لكن السؤال كيف يكون الإنتصار؟ بعدها مباشرة(وجزاءسيئةٍ سيئةٌ مثلها ...)أى الإنتصار يكون بالعدل أما العفو فيكون عند المفدرة ولامكان له مع الضعيف الذى لايستطيع الإنتصار وهذا الضعيف له رب قوى قادر منتقم يستجيب دعوته -دعوة المظلوم-..... ونعم أكرمك الله من كاتبة الأستاذة علياء هؤلاء الجاهلون المتبجحون الذين يستغلون حلم العقلاء ويل لهم (إن ربك لبالمرصاد)سورة الفجر الآية(14)وواللــه شاهدت كثيرا من هؤلاء كانت نهايتهم سوءا
أما هذا الحليم القوى فى عقله وقلبه عليه أن يضع الأشياء فى مواضعها
فى الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قضى بين رجلين فقال المقضى عليه حسبى الله ونعم الوكيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فإذا غلبك أمر فقل حسبى الله ونعم الوكيل)الحديث رواه ابوداوود ونقلته من كتاب خلق المسلم للشيخ محمد الغزالى رحمه الله

سيدتى الفاضلة معذرة من الإطالة وشكر الله لك جهدك

أبوثابت

علياء said...

جزاك الله خيراً أستاذ أبو ثابت فكم هى جميله أقوالك وأنا بالفعل أستفيد من حضرتك بذكرك لأيات من الذكر الحكيم أو أحاديث شريفه وأرجو منك أن تتكرم وتطيل أكثر وأكثر في تعليقات حضرتك كى نستفيد جميعاً إن شاء الله . وكم أتمنى أن أن أصبح مثلك فإن بيدى فقط أن أظهر أرائي بأسلوب أدبي إلى حد ما .وبالفعل أفضل قول هو حسبي الله ونعم الوكيل .

جمال عادل said...

كل سنه وانتى طيبه يا علياء

علياء said...

وحضرتك طيب وبخير أستاذ على

Ahmed Al-Sabbagh said...

بوست اكتر من رائع والله

بارك الله فيكى يا اختى

تحياتى

علياء said...

وبارك الله فيك أستاذ احمد

aboooood said...

السلام عليكم ......
أختى العزيزة
حقيقا أتمنى أن أكون فعلا من الطيبين وكثيرا ما يقول لي الأصدقاء بإني بي صفة الطيبة ...
ودائما أتساءل بما يقصدون بذلك هل يقصدون الطيبة (بالعبط)أو ( بالخيبة)
وحاولت تغيير نفسي وأكون كما يريدون
ولكن خسرت ناس كتير وأحسست بشعور قذر بنفسي وتراجعت .
وقولت يقولون ما يقولون ولكن هذا هو نفسي لا أغيرة ..
وأريد أن أعرف رأيك .....

علياء said...

وعليكم السلام أستاذ عبود
لا أعلم لما نغير انفسنا للأسوأ كى نتماشي مع غيرنا . لما لا نبقي كما نحن بطبيعتنا على الفطرة . أعتقد سنكون أفضل وسيتحسن حالنا . إبق كما كنت أستاذ عبود ولا تنظر لأحد ويكفيك أن الله ناظر إليك