8/15/2007

قرار سريع

السلام عليكم وحمة الله وبركاته
هل فكرت يوماً في قرار قد إتخذته وندمت فيما بعد على إتخاذه ؟ في إعتقادى أننا جميعاً قد مررنا بذلك الموقف . فقد تجد نفسك أحياناً أمام موقف ويحتم عليك أن تأخذ قراراً سريعاً لإبداء رأيك إما بالموافقه أو بالرفض . وتجد نفسك في حيره لا تعلم هل توافق أم ترفض وتفكر كثيراً في عواقب قبولك أو رفضك لذلك القرار.
إن من أجمل نعم الله علينا أنه سبحانه قد منَ علينا بنعمة الإسلام والذى إذا ما إتبعنا أحكامه لعرفنا سبيلنا دوماً فعلى سبيل المثال شرَع لنا الله صلاة الإستخارة والتى فيها تناجى رب العباد أن يبين لك ماهو الأفضل والأخير لك من الأمور . وحينما ترى الرؤيه بجانب رؤيتك للموقف ككل تحس بعدها بإنشراح الصدر لأنك تعلم بداخلك أن المولى عز وجل قد إختار لك الأفضل.
ولكن هل أنت دائماً على صواب في تفكيرك ؟ وفي كيفية إتخاذ القرار الصحيح ؟ حينما يهم أى منا بإتخاذ قرارٍ ما فإنه يفكر كثيراً وكثيراً في كل جوانب الموضوع . فهو يفكر أولاً في الفائده التى ستعود عليه أولاً ثم على من حوله ثانياً وذلك شيء طبيعى ومن حقه فالطبيعه البشريه تبحث دوماً عن نفعها في أى مكان وأى زمان . ولكنه أيضاً مهما فكر لن يصل لعلم الغيب الذى لايعلمه إلا الله سبحانه جل وعلا . فهو لن يطلع على نتيجة قراره هذا إلا بعد أن يخوض فيه .
نقيس على ذلك قرار الزواج وهو من أشد القرارات حسماً وخطورة لأن فيه بناء أسره بأكملها وإستقرار من قِبل الشخص المتخذ القرار. فقد نجد الشخص وجد ضالته في من أمامه وتوافق معها في كافة الظروف والصفات ولا يبقي سوى إعلان القبول .فيجلس الشخص وحيداً مفكراً هل هذه الفتاه هى بالفعل من تناسبه ؟ هل هى التى ستتحمل معه مصاعب الحياه؟ وبعد إستخارة ربه يتوكل على الله وهو موقن أن كل شيء بيد الله . وأنه مقدر له الخير أينما يكون . ونفس الأمر بالنسبه للفتاه تنتابها نفس الأحاسيس القلقه فهى لا تعلم إن كان قرارها صح أم خطأ ولكنها تكون مدركه تماماً أنها صاحبة ذلك القرار والذى ستتعايش معه طوال عمرها.
وفي حياتنا كثير من القرارات من أهمها قرار إختيار العمل المناسب في مكان ما . فأنت تخشي أن تترك عملك الحالى لتذهب لمكان آخر لا تعلم عنه شيء وتخشي لو أنك لم تستقر به خاصة أن قرارك هنا يغلب عليه الطابع المادى . وهذا شأننا جميعاً فنحن دائما نسعى للأفضل من أجل حياة كريمه.
ولكن من أصعب الأمور في هذا الشأن هوإتخاذك لقرار سريع يؤدى لعواقب غير مُرضيه . فأنت حين تسرع بإتخاذ القرار دون التفكير الجيد في توابع ذلك القرار قد تؤدى لنتائج قد تندم عليها فيما بعد . وإياك والندم فأنت لن تقدر على تحمله ستحس بالألم يطاردك في كل لحظه من لحظاته.

عافانا الله وإياكم

2 comments:

aboooood said...

السلام عليكم .....
فالندم طعمة مرير لكن على متذوقة فقط
لا يوجد نجاح دائم ودائما يتواجد لحظات فشل أو دروبات وهي التي تصنع النجاح بعد ذلك.
فعلينا ألا نستطعم الندم ونبحث لاسباب عدم النجاح لتحويل المسار
ونأمل دائما أتخاذ القرارات المصيبة لنا بإذن الله.

علياء said...

وعليكم السلام
نعم فالندم طعمه مرير والأمر من هذا توابعه . واتمنى من الله ان نكون قادرين على إتخاذ القرار الصحيح