6/30/2009

أأخٍ هو أم حبيب ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

سلمى...تلك الفتاه التى إختارت أن تعيش في عالمها المثالى منذ أن ولدت ولقد ودت لو أن تعيش فيه بعيداً عن واقعها والذى يؤلم كل من حولها .كانت أحلامها تأخذها لعالم أقرب ما يشبه الخيال لا تفيق منها إلا على حقيقه كان لابد أن تدركها .
ولقد كانت محبوبه وسط زميلاتها وتحظى بإحترام زملائها .وكان من الواضح أن هناك إعجاب خفيِ بشخصيتها والتى تُظهر روعة صفاتها .
كانت سلمى تُعامل جميع من في المنشأه بكل أدبٍ وإحترام بدءاً من رئيسها في العمل إلى ذلك العامل البسيط فقد كانت تضع في إعتقادها دوماً أن هذا العامل كما لو أنه أباها والذى تكن له كل حب ومودة وإحترام .
تنتقل بخفه من مكان لمكان كالفراشه الزاهيه فتضفي جو من البهجه والمرح وسط زميلاتها دون تدخُل في شؤنهم وذلك ما زاد من محبتهن لها كونها في حالها لا تتدخل فيما لا يعنيها .
تتعامل بود مع زملائها وتعتبرهم إخوة أفاضل لها . لا يزيد حوارها معهم عن السؤال عن الحال أو الإستفسار عن ما يخص العمل .
لذا فهم دوماً يستشهدون بها لأدبها وإحترامها ولأن تعاملها له طابع خاص ليس له نظير على المستوى .
حسن....ذلك الشاب الخلوق والذى إلتحق للعمل بالمنشأه منذ فتره قصيره. يكاد أن يصبح توأماً لسلمى في صفاتها . فهو شاب أقل ما يقال أنه رجل بكل ما تحمله الكلمه من معانٍ .
مما جعله محط إعجاب جميع الفتيات . فأصبح أمنية غاليه لكل من تقع عينيها عليه .
تشاء الظروف أن يجتمع كلاً منهما حسن وسلمى في مكان عمل واحد .ويكلفان بنفس الأعمال . ولأن حسن يعتبر حديثاً في العمل .فلقد قامت سلمى بمساعدته في كافة شيء . وكلما إزداد التعامل فيما بينهما كلما إزداد الحرص والحذر من كليهما .
فلقد إعتادت سلمى دوماً على أن تضع خط فاصل بينها وبين من تتعامل معه أياً كان من أمامها .لأنها مدركة أن هناك رب يراها وهناك أب يثق فيها ثقه عمياء .بالإضافه إلى ذلك أنها تضع في إعتبارها أنها في مكان عمل ولن تسمح لنفسها مطلقاً أن تكون عُرضه للقيل والقال لأى سبب من الأسباب .
وكذلك حسن فإن تدينه وإحترامه لذاته يمنعانه من أن يتصرف أى تصرف قد يؤثر على سمعته كرجل فالسمعه لا تخص الفتاه وحدها وإنما تخص الرجل أيضاً .
وظل الحال كما هو عليه لا تغيير فيه فالإحترام كما هو والتعامل الجاد هو السمه الواضحه في تعاملهما سوياً .
وضعت سلمى في حسبانها أن حسن ما هو إلا أخ فاضل لها قد تكن له المودة وإن وجدت الراحه إلا أنه سيظل دوماً أخاً لها .
وذلك لأن حسن لم يبادر في أى لحظه بأن يُظهر أى نوع من الإعجاب لسلمى .
فلقد كان لحسن ظروف تمنعه من أن يفكر في أن يتزوج أو أن يعلق أى فتاه به حتى وإن كان يكن لها مشاعر مودة وذلك لأن له خمس أخوات صغراهن في المرحلة الإبتدائيه . فها هو يبذل جهده كى ينفق عليهن وأن يجعلهن لا يحسسن أبداً أن هناك ما ينقصهن .
فلقد أخذ عهداً على نفسه أن يكون لهن الأب والأخ بعد ما توفي أباه وهو ما زال طالب في كلية التجارة .فهن يعتمدن عليه إعتماداً كلياً .وهو يدرك ذلك جيداً وسعيد لذلك .راضٍ بما قدِر له .
تهامست زميلات سلمى بأنه من المؤكد سيكون هناك إرتباط بين حسن وسلمى .لما وجدن من تشابه بين كلاً منهما .ولأنهما مناسبان لبعضهما البعض في جوانب كثيرة من الشخصيه .ولكنهن كن في حيرة لأنهن لم يجدن ما يدل على أن هناك أى بوادر لذلك الإرتباط إن وجد .
ولأن سلمى تدرك ظروف حسن جيداً وأنه ليس بإختيارها أو إختياره أن يقررا مصيريهما. ولأنها في قرارة نفسها تعامله كأخ منذ أن قدم إلى العمل ومازال فكرها قائماً على هذا الإعتقاد . لأنه لم يصدر أى تصرف من حسن يجعلها تفكر فيه من الناحيه العاطفيه والتى تجعل أى فتاه تهيم بمن أمامها .
وحينما كان يأتى حسن مهموماً كانت سلمى تبذل جهدها كى تخفف عليه بكلمات تهدئه بها مذكرة إياه برحمة الله سبحانه وتعالى وكيف أن الله لا ينسي عباده الأتقياء .
ولكن بعد تفكير عميق في كل ما يدور حولها وجدت نفسها تعود لعالمها المثالى مرة أخرى . وتفكر في أن حسن ما هو إلا أخ كريم تكن له كل الإحترام . ووجب عليها دوماً أن تراعى ظروفه . وأنه ليس شرطاً أن يتزوجها . وإن حدث وتحسنت ظروفه وتزوجت أخواته الواحده تلو الأخرى وفرح بهن جميعاً وفكر حينها في أن يرتبط فله الحق في إختيار من يريد وليس لزاماً عليه أن يتزوج تلك التى يتعامل معها دوماً حتى وإن كانت أميرة الأمراء .
وأن من حقها هى أيضاً أن تفكر ملياً في من ستختاره شريك حياة لها .فمن حقها أن تتعرف عليه جيداً وعلى صفاته وطباعه . فليس الظاهر هو أساس الإختيار .وإن كان يثقل شخصية من أمامها ويعزز من موقفه أمامها .
أدركت سلمى أن عالمها المثالى هو السبب الرئيسي في ذلك الموقف الذى حدث لها . فطوال عمرها وهى تعيش وحيده في هذا العالم وحينما إصطدمت بذلك الشاب والذى تتفق أخلاقه كلية مع أخلاقها .
أحست أنها تتعامل مع توأمها ولم تكن تعطى بال لأى مشاعر سوى مشاعر الأخوة والتى تكنها لكل من تحس ناحيته بأنه أخ يحمل كل المعانى النبيله التى تجدها في عالمها المثالى .ولكن شخصية حسن جعلها تتفكر قليلاً وتتحير .
توقفت حيرة سلمى وعادت مشرقه كما كانت فلقد كانت تبحث بداخلها عن الإجابه لذلك السؤال والذى حيَر عقلها والذى يخص حسن....أأخٍ هو أم حبيب ؟
وها قد وجدت الإجابه وتأكدت منها فحسن ما هو إلا أخ فاضل زميلها في العمل تكن له كامل الإحترام .سيظل تعاملها معه تعامل أخوى لا شائبه به .
وعادت سلمى مرة أخرى لعالمها المثالى فرحه به فلم يخرجها من عالمها سوى شخص مثالى أيضاً .
لذا فهى لم تخسر كثيراً .فإن إرتباطها بعالمها يجعلها من الصعب أن تتركه إلا إذا قابلت شخص........


تمت بحمد الله

2 comments:

الفراغ said...

ليس كل من له دور فى حياتنا ...سيصبح شريكنا
وليس كل مايتمناه المرء يدركه
ان حسن صوره جميله فى خيالنا جميعا
ولابد ان تظل الفكره موجوده حيه متحركه...انها السعاده بداخلنا... انها الامل فى غد اجمل وارق

علياء said...

ما أرق كلامك يا حبيبتى
نعم لا بد من الامل في غد اجمل وارق