9/08/2007

موقف إحتجاج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في تلك الأيام الحاره كنت قد هممت بركوب إحدي المواصلات والتى يُدفع لها رسوم خمسون قرش . وبينما كانت العربه تسير إذ بإحدى السيدات تحاول أن توقفها لعلها تركب وتُرحم من أشعة الشمس الحارقه . وما أن صعدت المرأة وقد وضح أنها ليست قاهريه من خلال مظهرها حتى سألت السائق عن ثمن الأجرة فقال لها خمسون قرش. وتعجبت المرأه لأن المسافه لا تستحق من وجهة نظرها هذ المبلغ ولكن السائق أصر على ما قال . فتناقشت معه المرأه محاوله أن توضح أن المسافه بسيطه لا تتعدى آخر الشارع ولكنه إزداد إصراراً . فما كان من المرأه إلا أن طلبت من السائق أن يتوقف ونزلت من العربه آثره أن تسير باقي المسافه في الشمس الحارقه على أن يُفرض عليها ما لا ترضاه .وددت لو أن دفعت لها رسوم العربه ولكنى خشيت أن أجرحها . وربما أنها قادره على أن تدفع ولكنها أرادت أن تأخذ موقف إحتجاج ضد السائق .لكونها لم تقتنع بحجته في أخذ هذا المبلغ منها .وعلى الرغم من كونه مبلغ زهيد إلا أنها ثبتت عند موقفها وآثرت أن تمشي في هذا الحر الشديد بدلاً من الركوب .
فكرت ملياً لربما تلك المرأه ليس معها نقود كى تدفع ولكنى إستبعدت هذا الإحتمال . إذن فتلك المرأه البسيطه قد إتخذت موقف إيجابي تجاه هذا السائق ولم يهمها حرارة الجو حينها . أخذتها عزة نفسها في أنه طالما لديها حق لا تتنازل عنه مطلقاً مهما كان . سبحان الله أنظر إليها وأقارن بيينا وبينها حيث أن تلك المرأه البسيطه لم تحظى بقسط وافر من التعليم كى تستطيع أن تدرك أن لها حق الإحتجاج فماذا عنا نحن المتعلمون المتفهمون لأمور الدنيا العارفون بحقوقنا ؟ فمثلاً إذا ما واجهك موقف ما في عملك تجد نفسك ملتزم الصمت غير قادر عن التعبير حتى بالضيق . لا تحتج وترضي بما أنت فيه . لأسباب كثيرة قد يؤدى إحتجاجك أو تعبيرك للأذى . ولكنه في ذات الوقت عدم إحتجاجك يؤدى لضيقك لكبتك لإحساسك بالقهر والعجز .
ليس شرطاً أن تحتج بصورة مبالغه ولكن على الأقل إظهر أن لك دور . أنك تستطيع التعبير عما بك . كما فعلت تلك المرأه الطيبه فهى لم تتعارك مع السائق بل فعلت ما إعتقدت أنه خير لها كما يقولون تركت له الجمل بما حمل . أُحيي تلك المرأه الجميله . وكم أنا فخورة بها وفي إعتقادى أنها أم صالحه ستربي أبنائها على عزة النفس والثقه طالما أنهم على صواب .وكما قال الشاعر الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
.
اللهم إغفر لى ولوالدى كما ربيانى صغيرا

2 comments:

aboooood said...

السلام عليكم ....
دائما تؤخذ الحكمة من البسطـــــــــــاء
والأشخاص اللذين أخذوا الوفر الكبير من التعليم هما اللذين (يكلكعوا ) المسائل
وممكن تلاحظي دة في السياسة
فالسياسين يتكلمون كثيرا في الصحافة والتلفاز والإذاعة (توفيق في ليالي الحلمية).
ومن يتخذ الخطوات الفعلية هم البسطاء (الفدائين ).
وشكرا.....

علياء said...

البسطاء هم أفضل ناس أحترمهم كثيرا وأقدرهم لأنهم أخذوا خبرتهم من الزمن